«أين لميس ونور ومهند؟». هذا هو السؤال الأول الذي يتبادر إلى أذهان كثير من الركاب المقبلين من دول الخليج الذين وضعوا أقدامهم ورحالهم للتو بمطار أتاتورك بمدينة اسطنبول التركية، والذين قدموا إلى هذه المدينة العريقة والتاريخية للاستمتاع بعبق آثارها الإسلامية وبحرها الأزرق المميز، وربما يتحقق الحلم ويلتقون الأبطال الذين تابعوهم وارتبطوا بهم على مدار عشرات الحلقات والأيام.
وبحسب صحيفة «الحياة» اللندنية في عددها الصادر يوم الأحد الماضي، فإن صالات المغادرة في المطارات السعودية الدولية وجاراتها الخليجية تغص بعائلات حملت حصاد العام من المال والبنين في انتظار إقلاع طائراتهم إلى اسطنبول عند حافة بحر مرمرة.
وبمجرد أن تحط الطائرة في اسطنبول يسأل الركاب المقبلون من دول الخليج عن أسماء مثل «لميس» و «نور» حتى «مهند»، وهي أسماء لا يعرفها كثير من الأتراك، وبعد شرح طويل يسترجعون أحداث المسلسل ليخبرهم المرشد السياحي أن هذا المسلسل شاهدوه قبل سنتين، ولم يكن ناجحاً في تقويم بعض الأتراك.
في المقابل، لا يخجل هلال الخروصي القادم من عُمان من اعترافه وهو يضم طفليه في العربة الفاخرة بأن زوجته أصرت على أن تكون إجازتهم في تركيا، بعد ما شاهدت المسلسلات التركية، وقال: «زوجتي تحفظ المسلسلات أكثر من أشرطة الفيديو، وأتمنى أن تلتقي لميس كما تحلم منذ غادرنا عُمان».
وعلى رغم تطلع تركيا للانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي؛ فإن اسطنبول - إحدى أكبر وأشهر مدنها - تطالعك بأشجارها الخضراء، وبحرها الأزرق، كأنها تفتح ذراعيها لزائريها، على حين كثير من تفاصيل المدينة مازال يحتفظ بالهوية الإسلامية، فالمآذن المشابهة للرماح الموجهة إلى السماء تنتشر بكثرة هناك. وأبرز ما يمكن أن يشاهده المتجوّل في «عاصمة العثمانيين» هو شارع الاستقلال الذي يستضيف مليوناً ونصف المليون سائح يومياً، متنقلين بين المتاجر ودور السينما، أو المقاهي.
وفي المدينة القديمة قصر توبكابي الذي يقع على تلة مشرفة على مضيق البوسفور وبحر مرمرة، وهو القصر المعروف بالباب العالي، الذي كان على مدى 400 عام المركز السياسي والمسكن الخاص لسلاطين الدولة العثمانية.
وعلى مقربة من الباب العالي جامع السلطان أحمد الأول ذو المآذن الست، المسمى أيضاً الجامع الأزرق؛ لأنه زخرف بقطع صينية زرقاء، وقد تم تشييده بين عامي 1609 و1616.
الشلالات الزرقاء
ويفضل سكان البلدان الحارّة - مثل دول الخليج - مدناً مثل بورصة، وأبانت، وقرية أوزنجول، فالهواء هناك بارد، والماء والشلالات شديدة الزرقة.
وفي هذا الصدد، يقول السائح العربي ماجد الثبيتي: «نهرب من حرارة الجو؛ بحثاً عن الخضرة والماء وبرودة الهواء، وفي هذه الأماكن نجد ما نبحث عنه».
ويضيف الثبيتي الذي طار بعروسه بعد أقل من 24 ساعة على زفافهما إلى الأناضول ليقضي لحظات ممتعة في مياه ترمال الكبريتية: «استمتعت كثيراً. هذه البلاد جميلة، ولكن أتمنى أن يكون أهلها أكثر وداً مع السياح العرب، وأن يجيد القائمون على المواقع السياحية اللغة الإنجليزية».
يذكر أن المسلسلات التركية المدبلجة قد أثارت ضجة إعلامية عربية ما بين مؤيد للانفتاح على الآخر وإثراء المنافسة، وخائف على هوية الدراما العربية، حيث تحولت المسلسلات التركية المدبلجة على MBC إلى ظاهرة إعلامية جدلية تناولها عشرات الكتّاب العرب بالنقد والتحليل، وأفردت لها الصحف مساحات كبيرة، لمحاولة اكتشاف أسرار انجذاب المشاهد العربي من المحيط إلى الخليج إلى «نور» و «مهند» و «يحيى» و «لميس» وبقية أبطال هذه المسلسلات، الذين باتوا عناوين يومية تستخدمها الصحف لجذب قرائها، مثلما استثمرها بعض التجار لترويج سلعهم كما في سورية والأردن وغيرهما.
وعلى رغم أن العالم العربي شهد قبل أكثر من 10 أعوام إقبالاً على المسلسل المكسيكي «كساندرا»، فإن المسلسلات التركية فاقت هذا النجاح، وخاصة أنها تعاطت مع بيئة اجتماعية أقرب في واقعها وتقاليدها إلى العرب من بيئة المجتمع المكسيكي.
وحققت الدراما التركية المدبلجة إلى العربية - التي تعرض حصريا على قنوات MBC - نجاحا منقطعا النظير، حيث تلتف الأسرة العربية حولها من الخليج إلى المحيط للاستمتاع بهذه الأحداث.
واستهلت شاشات MBC هذه الأعمال الدرامية بعرض مسلسل «إكليل الورد»، ثم مسلسل «سنوات الضياع» على 1MBC، ومن ثمّ مسلسل «نور» الذي تدور أحداثه في أسرة «تشادوغلو» الثرية والعريقة، إذ تتشعّب العلاقات في محاور عدة، تطول قضايا اجتماعية مختلفة مثل الحب والصراع الطبقي ومشكلات الفقر ومغريات المال والعمل.
http://www.alwasatnews.com/Archive/Issue-2136/ALW/--/774672.aspx?newspaper_date=07-12-2008
الخميس يوليو 17, 2008 8:53 am
